اطفالنا والسمنة كيف نساعد أطفالنا على إنقاص وزنهم بدون حرمان

Date: 
الأحد, مارس 24, 2019

اطفالنا والسمنة
كيف نساعد أطفالنا على إنقاص وزنهم بدون حرمان

بداية اليكم هذه الحقيقة أن %30من الأطــفــال يـعـانـون مـن السمنة بـدرجـات مختلفة .. أي أنه ما بين كل 10أطفال يوجد 3أطفال يعانون من زيادة في وزنهم .. وهي نسبة مخيفة ؟
خـاصـة اذا علمنا أن %85مـن هـؤلاء الأطـفـال السمان سـوف يستمرون باقي حياتهم وهم على هذا الحال من البدانة وســوف تكون لسمنتهم آثــار سلبية على حياتهم الاجتماعية والعائلية والوظيفية ً فضلا عن المشاكل الصحية العديدة التي قد يتعرضون لها
فالطفل البدين يتعرض دائماً لاحتمالات الإصــابــة بـالـتـصـاق الـفـخـذيـن وتفلطح القدمين .. ممـا يـــؤدى الــى قلة حركته ونشاطهوالطفل البدين أكثر عرضه للإصابة بمرض السكروالطفل السمين يتعرض أحياناً كثيرة لمشاكل نفسيه بسبب معايرة زملائه له بزيادة وزنه وسخريتهم منه مما يؤدى به إلـى الانـطـواء والانــــزواء، كما يكون أكثر حساسية في التعامل مع الأخرينوالطفل البدين يكون أقـل تـركـيـزاً في دراسته بل يكون أقل قدرة على التحصيل
الدراسيكيف أعرف أن طفلى يعتبر سمين؟ الطفل السمين هو الطفل الـذى يكون وزنه اكثر %20من الوزن الطبيعي ويمكن حساب الوزن الطبيعي للأطفال حتى سن 10سنوات بالمعادلة البسيطة الأتية الوزن المثالى للطفل = العمر بالسنوات 8 + 2 × أى أن الطفل الـــذى عـمـره 6سنوات يحسب وزنه كالأتى:
20 = 8 + 2 × 6كجم تقريباً وبمقارنة وزن أطفالنا بالوزن المثالى طبقا للمعادلة السابقة يمكننا حينئذ أن نكتشف أى زيادة فى أوزانهم مبكراً ولكن
ماذا لو اكتشفنا بدانة أطفالنا؟
العامل الوراثى فى سمنة الأطفالتقول الأبحاث أن هناك احتمال يصل إلى %40في أن يوجد الطفل وهو يعانى  من السمنة اذا كان أحد الوالدين بدينا ويصل هـذا الاحتمال الـى %80اذا كان كلا الوالدين من أصحاب الاوزان العالية وعلى العكس اذا كان الوالدان رشيقان فإن احتمالات انجابهم لأطفال سمان لا تتعدى %7فقطولـقـد أكــدت الــدراســات والأبــحــاث أن للعامل الوراثي دوراً نسبياً ليس في أصابه الأطـفـال بالسمنة ولـكـن أيـضـا في تعلم العادات والسلوكيات الغذائية السيئة والغير صحية في تناولهم للطعام والتي يمارسها الابـاء بل ونوعية المأكولات التي يتناولها الاباء فنحن قدوة لأبنائنا في كل شيءفالطفل يقلد دائـمـاً والـديـه ويقلدهما في سلوكهما القويم والخاطئ معاً .. فاذا
اعتاد الوالدان تناول الطعام بهدوء ونظام فـإن الطفل سـوف ينشأ كذلك . أمـا إذا تناول الوالدان الطعام بطريقة فوضاوية وعشوائية فإن الطفل سوف يقلدهما في ذلـك السلوك وســوف يستمر على هذا السلوك الخاطئ طيلة حياتهأيضاً قد يرث الأطفال من ابائهم الكسل والخمول وقلة الحركة وكمعلومة طريـفة فلقد لوحظ أن القطط والـكـلاب التي تتربى وسط أسرة بدينه وشرهة للطعام عادة ما نجد هذه الحيوانات سمينة أيضا
مثل أصحابهاوهـنـا الـسـؤال الـهـام: هـل معنى ذلـك أنه لا أمل للطفل المولود في أسـرة بدينة في أن ًيصبح رشيقا
والإجـابـة أن الأبـنـاء يـرثـون مـن ابائهم واجـدادهـم الاستعداد الـوراثـي للإصابة بالسمنة وذلك في أن اجسامهم بها عدد زائـد عن الطبيعي من الخلايا الدهنية (المخازن الدهنية) ومع هذا الاستعداد اذا أكثروا من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية فان هذه الخلايا الدهنية اطفالنا والسمنة
كيف نساعد أطفالنا على إنقاص وزنهم بدون حرمان
الــزائــدة ســوف تتفتح وتنتفخ وتتضخم وتصبح قادرة على تخزين كميات كثيرة من الدهون ويؤدى ذلك الى السمنةأما إذا استطاع الوالدين تنظيم طعام اطفالهم وجعله طعاما متوازناً من حيث الكم والكيف بدون اسراف ولا افراط مع تشجيعهم دائـمـاً على النشاط والحركة وممارسة الرياضة في سن مبكرة فانهم يقللون حـتـمـاً مــن احـتـمـالات الإصـابـة بالسمنة.
الأنمـــاط الـغـذائـيـة الجــديــدة وانـتـشـار
السمنة:
مما لا شك فيه أن زيادة انتشار السمنة بين الأطفال في السنوات الأخيرة يرجع إلى التغيرات الجديدة في أنماطنا الغذائية مـع دخـــول أغـذيـة عالية الـسـعـرات الى مائدة أطفالنا مثل البيتزا والهمبورجر والكنتاكي والشيبسي والكاراتيه وغيرها هـذا بالإضافة إلـى السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام مثل السرعة في تناول الطعام دون مضغ جيد وتناول وجبة واحدة في اليوم فضلا عن عدم الاهتمام بتناول الخضروات الطازجة.
الأنمـــــاط الـسـلـوكـيـة الجــديــدة وانـتـشـار
السمنةفي الماضي كانت هواية الأطفال هي لعب الكرة أو نط الحبل وكـان يساعدهم فى ذلك وجود مساحات واسعة من الملاعب سواء بالمدارس أو النواديوكان الاهتمام بالنشاط الرياضى يهئ اطفالنا ويساعدهم على بذل طاقتهم ولهذا كانت نسبة الأطفال السمان فى الماضي
قليلة فهم يستهلكون سعرات حرارية عالية فى أنشطتهم الرياضية والعابهم الحركية وبالتالى ليس هناك فرصة لتخزين طعامهم على شكل دهونأما اليوم فلقد انتشرت ألعاب الأتارى والكمبيوتر فانهم يمكثون امامها بالساعات
دون ملل أو كلل ودون أن يبذلوا أى حركة أو نشاط يذكر وبالتالى لا يستهلكون الا القليل من السعرات الحرارية والبحثية بالطبع زيادة أوزانهم وإصابتهم بالسمنة.
لابد أن نعلم أن اى نظام غذائى (ريجيم) يوصف للأطفال لابـد أن يوضع بعناية بمـعـرفـة طبيب متخصص حـتـى يكون البرنامج مـتـوازنـاً ولا يـؤثـر على النمو
الطبيعي للطفل ولا يتعارض مع تحصيله الدراسى.
انني أعلم أن هناك صعوبة فى اذعان
الطفل لقرارات الوالدين فى تقنين الأغذية
له كما أن الطفل لا يوجد عنده ما يسمى
.
ًبالعزيمة لتخفيف الوزن اذا كان بدينا
وأعلم أيضاً إنه رغم رقابة الأسرة للطفل
داخل البيت الا أنه يصعب مراقبة مأكله
ومشربه فى المدرسة أو الشارع
لكن اذا شعرت الأم أن وزن طفلها فى
طريقه الــى الــزيــادة وأن السمنة بـدأت
تـزحـف الـيـه عليها أن تقف مـع نفسها
وتراجع العادات والسلوكيات الغذائية التى
يتبعها طفلها فقد تكون هى السبب
وراء سمنة طفلها وهـنـاك بعض
العادات والسلوكيات الغذائية
الجـيـدة ينبغى على الأمـهـات
أن تثبتها فى طفلها
وتـــدربـــه عليها
حتى تحميه من الأصابة بالسمنة.
وأهم هذه العادات هى:
- الالتزام بتناول 3وجبات رئيسية مع
تجنب تناول الطعام بين الوجبات بقدر
الامكان وعند الضرورة يتم تناول الفواكه
أو الخضروات الطازجة فسمنة الأطفال
عـادة ما تنشأ من الأطعمة المتناولة بين
الوجبات الرئيسية
- تناول الطعام جالساً مع تجنب تناوله
واقفاً وعلى الطفل مضغ الطعام ببطء دون
استعجال فالأكل السريع يملأ المعدة بكثير
من الأطعمة ويساعد على زيادة الوزن.
- الاهتمام بتناول السلطات الخضراء
الغنية بالطماطم والخيار والجزر والفلفل
الأخــضــر وخــاصــة قـبـل تــنــاول الطعام
فالسلطات تملأ حيزاً كبيراً من معدتهم
وتقلل من تناولهم للأطعمة عاليه السعرات
ومــن ثـم تساعدهم فـى عــلاج سمنتهم
وحمايتهم من زيادة وزنهم.
- الاهتمام بتعليم الأطفال أن يتناولوا
طعامهم بالشوكة والملعقة الصغيرة فهذا
يقلل مـن تناولهم للأطعمة ويساعدهم
على الشبع بأقل كمية من الطعام ويدرب
الأطفال على أن ينتظروا حتى يتم
مضغ وبلع الطعام قبل اعادة
ملئ الفم مرة أخرى
مـــواصـــفـــات الــريــجــيــم
الجيد للأطفال السمان :
بداية لابد أن نعلم
أن كلمة (ريـجـيـم)
ليس معناها (الحرمان) كما يعتقد بعض
الـنـاس ولكن كلمة ريجيم تعنى (نظام)
وريجيم غذائى تعنى نظاما فى الغذاء
والتغذية فالمطلوب هو
- نظام فى كمية ونوعية الطعام نظام
فى مواعيد تناول الطعام
-نظام فى عدد الوجبات اليومية نظام
فى طريقة تناول الطعام
وحتى لا يكون للريجيم الغذائى مشكلات
نفسية وصحية على الطفل السمين هناك
عــدة مـواصـفـات لـهـذا الـريـجـيـم لـيـؤدى
الغرض منه فى حماية وعلاج الطفل من
السمنة ومشكلاتها:
-أن يحتوى الريجيم الموصوف على كافة
العناصر الغذائية المختلفة كالبروتينات
والكربوهيدرات والـدهـون والفيتامينات
والاملاح المعدنية وعلينا أن نعلم أن نقص
أى عنصر من العناصر الخمسة السابقة
قد يؤثر على نمو الطفل.
- أن يحتوى على نسبة كافية من الماء
والسوائل.
- ألا يـؤثـر الـريـجـيـم المــوصــوف على
نشاط وحيوية الطفل أو يؤثر بالسلب
على تحصيله العلمى واستيعابه للدروس
والواجبات.
-أن يعمل هذا الريجيم على انقاص وزن
الطفل تدريجيا وليس دفعة واحدة.
- أن لا يستخدم العنف والقسوة فى
الـزام الطفل باتباع الريجيم بل يجب أن
يتبنى الطفل بنفسه فكرة الريجيم.
-أن لا يقتصر الريجيم على وجبة واحدة
يوميا بل يقسم إلى 3وجبات رئيسية.
- الا يشعر الطفل بالحرمان الشديد أو
التجويع مع الريجيم المستخدم لانقاص
وزنه حتى لا يؤثر على نفسيته.
- يجب على كل أم أن تراعى الطهى
الصحى لأسرتها فالمشويات والمسلوق خيرا
مـن المقليات والمـحـمـرات .... وعصائر
الفواكه الطازجة خير من المياه الغازية
والدواجن المنزوعة الجلد والأسماك خير
من اللحوم الحمراء وهكذا

وأخيرا إليكم هذه النصائح:
ً يجب أن نعلم أنه كما أنه فى الأمراض عموما الوقاية خير من العلاج كذلك فى السمنة لابد لنا أن نقى أطفالنا
ً من السمنة منذ مولدهم .. وخير بداية يجب أن تفعله كل أم هو الرضاعه الطبيعية فلقد ثبت فعلا أن الطفل
ً الذى يرضع ثدي أمه يكون أقل تعرضا للسمنة من الطفل الذى يرضع من الألبان الصناعية.
ً يجب أن يكون توجيهنا لأطفالنا تدريجيا فلا نلزمه بالسلوكيات السليمة دفعة واحدة بل نبدأ بسلوك معين
حتى يستوعبه ويلتزم به ثم ننتقل لتدريبه على سلوك أخر وهكذا.
يجب أن نتعامل مع أطفالنا بأسلوب يتصف باللين والحوار والتفاهم وعلينا أن نربى ونوجه أطفالنا بالحب وليس
بالعنف لا بالشدة وأن يكون لدينا الصبر حتى نصل للنتيجة التى نتمناها لأطفالنا