داء الثعلبه التفاعل المعقد بين البيئه والجينات

Date: 
الخميس, مارس 28, 2019

داء الثعلبه التفاعل المعقد بين البيئه والجينات

الثعلبة مرض شائع يصيب بصيلة الشعرة و تحدث في الجنسين و في أي
مرحلة عمرية، و تظهر على شكل بقعة خالية من الشعر أو أكثر من رقعة
سطحها أملس بدون ظهور ندبات على فروة الرأس.ويظهر مرض الثعلبة
اما على شكل بقعة محددة خالية من الشعر،أو في صورة تساقط كامل
لشعر الرأس، و يعرف باسم الثعلبة الكلية، و قد يتساقط الشعر من جميع
أنحاء الجسم و يعرف باسم الثعلبة الشاملة. و في أغلب الأحيان يعود
الشعر للنمو مرة أخرى.
يعد مرض الثعلبة البقعية أحد الأمراض الشائعة. و تقدر معدلات
انتشاره ب %0.1و تصل عوامل الخطورة للاصابة به طوال الحياة الى .%2
و يصيب المرض الأطفال و الرجال و السيدات بكافة ألوان الشعر على حد
سواء. و ان كانت الغالبية العظمى للمرضى هم من صغار السن، حيث أن
نسبة %66من المصابين به هم دون سن 30عاما. و يلاحظ أن أعلى معدلات
للاصابة بهذا المرض تظهر في العقدين الثاني و الثالث من العمر، كما أن
نسبة %20فقط من المصابين تتجاوز أعمارهم 40عاما.
داء الثعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية النوعية ( المرتبطة بعضو
معين)، و هو يستهدف بصيلات الشعر مع وجود الاستعداد الوراثي و
الحافز البيئي لظهورالأعراض. و قد أشارت الدراسات الى أن أعراض
المرض تبدأ في الظهور نتيجة لتفاعل معقد بين البيئة و الجينات، و هي
تختلف من فرد لأخر. و هناك نسبة عالية من حالات الثعلبة البقعية لدى
الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. حيث تشير نسبة %20-%10من
الحالات الثعلبة البقعية الى وجود فرد واحد على الأقل من أفراد العائلة
قد عانى او يعاني من المرض

و هناك مجموعة من العوامل قد تلعب
دورا في حدوث داء الثعلبة مثل العامل
الوراثي، المناعة الذاتية، التوتر و الضغط
النفسي و العصبي مما قد يؤثر عل شدة
المرض و كذلك العوامل البيئية كالتعرض
للمواد السامة و العدوى الفيروسية قد
تلعب دورا محتملا في حدوث المرض.
التشخيص عادة ما يكون واضحا،
وليس هناك حاجة لمزيد من الفحوصات،
وقد يصاحب داء الثعلبة تغيرات بالأظافر،
أمراض المناعة الذاتية، أمراض نفسية،
تغيرات مرضية بالعيون.
بالرغم من عدم وجود علاج محدد وافقت
عليه منظمة الغذاء والدواء الامريكية
لمرض الثعلبة، فهناك العديد من الخيارات
العلاجية، لكن أيا منها لم تثبت فاعليته من
الناحيتين العلاجية أو الوقائية و يرجع ذلك
لأسباب كثيرة، منها صعوبة تقييم الخيارات
المتاحة لعلاج الثعلبة. ووجود نسبة عالية
للنمو التلقائي للشعر في حالة الاصابة
المحدودة من تلك المرض. بالاضافة الى ندرة
التجارب التي تقيم فاعلية العلاج، و وجود
تباين كبير في تقييم نتائج العلاج. للتغلب
على هذه المشكلة على وجه الخصوص، فان
مقياس حدة وانتشار مرض الثعلبة (SALT
)Scoreيعطي النتيجة المثالية في التشخيص
بسبب المصداقية و الموضوعية و المقارنة بين
التجارب.
و الاعتبار الأهم في علاج الثعلبة هو انه
على الرغم من أن المرض قد يكون له تأثير
نفسي خطير الا انه ليس له تأثير مباشر
على الصحة العامة لذا لا يجب استخدام
العلاجات الخطرة، و خاصة الغير مثبت
فاعليتها. و بالاضافة الى ذلك فان الشعر
ينمو تلقائيا في العديد من المرضى.
نظرا لأن المسببات المرضية لداء الثعلبة لا
تزال مجهولة، فان العلاج غالبا ما يكون
مصحوبا بظهور الأعراض و لا تمنع
من حدوث انتكاسة للمرض. و تجدر
الاشارة هنا الى ضروروة اختيار طرق
العلاج بشكل فردي لكل مريض. و من
الصعب التنبؤ بمسار المرض بسبب
تكرر حدوث الانتكسات.
و في الحالات التي يظهر فيها المرض
في مناطق محددة يكون العلاج
الموضعي أول خطوة في العلاج و غالبا
ما نبدأ بالكريمات التي تحتوي على
الكورتيزون و كذلك يمكن استخدام
دهان المينوكسوديل و الأنثراليين و
العلاج المناعي الموضعي
ويمكن استخدام العلاج الضوئي بجهاز
الأشعة فوق البنفسجية أو باستخدام الليزر
باستعمال جهاز الاكزيمر ليزر 380 UVB
نانو متر.
تستخدم الكورتيزونات الموضعية عادة
لعلاج مرض الثعلبة البقعية خاصة عند
الأطفال الغير قادرين على تحمل مشقة
الحقن. و تختلف مستويات الفعالية تبعا لقوة
المستحضر. كما يحتاج العلاج بالكورتيزونات
الموضعية أن يستمر لمدة ثلاثة أشهر على
الأقل قبل أن نرى عودة نمو للشعر.
يعتبر المينوكسيديل علاج موضعي فعال
يعمل على تحفيز التكاثر في قاعدة البصيلة
و التمايز فوق حليمة الجلد و يستخدم
تركيز %5-2مرتين يوميا كعلاج موضعي
على المنطقة المصابة مع الوصول الى نتائج
جيدة في مرضى الثعلبة البقعية الصغيرة الى
معتدلة.
كثيرا ما يستخدم حقن الكورتيزون في
موضع الاصابة في حالات الثعلبة. و يفضل
الكورتيزون منخفض الذوبان لانخفاض
امتصاصه في مكان الحقن، مع تعزيز فعالية
العقار في الموضع المستهدف و تقليل التأثير
على باقي أجهزة الجسم الى أقل درجة ممكنة.
و يعد التثبيط المناعي هو الألية الرئيسية التي
يعتمد عليها العلاج. حيث يقوم الكورتيزون
بتثبيط نوبات الهجوم من الجهاز المناعي.
تتزايد فعالية حقن الكورتيزون بموضع
الاصابة بصورة أكبر لدى بعض الفئات من
المرضى و منهم الأشخاص الذين فقدوا أقل
من %75من فروة الشعر و الاطفال و حالات
تساقط الشعر منذ فترة قصيرة. أما المرضي
الذين يعانون من الثعلبة البقعية الممتدة
و الحالات المرضية سريعة التقدم و الحالات
التي تتجاوز عامين للنوبة الحالية فانهم
يظهرون استجابة ضعيفة للعلاج بالحقن
بالكورتيزون الاستجابة للعلاج تتغير من
شخص لأخر و في الحالات
الأتية تكون الاستجابة
للعلاج أكثر صعوبة مثل:
مساحة الثعلبة.
صغر سن المريض.
تكرار ظهور الثعلبة.
المدة الطويلة للمرض
وجود تاريخ للمرض في
الأسرة.
وجود أمراض مناعية
أخرى.
وجود تغيير في الأظافر.
وجود اصابات بالعين قد يصاحب داء الثعلبة تغيرات
بالأظافر، أمراض المناعة الذاتية،
أمراض نفسية، تغيرات مرضية بالعيون