فرت التعرق مشكله ولها حلول د. عزمي عبداللطيف استاذ الامراض الجلدية / جامعة الازهر

Date: 
الثلاثاء, مارس 26, 2019

فرت التعرق مشكله ولها حلول

د. عزمي عبداللطيف
استاذ الامراض الجلدية / جامعة الازهر

يعاني حوالي خمسة من بين كل الف من البشر من مشكلة فرط التعرق
وهي عبارة عن زيادة في التعرق بدرجة تتعدى الحد الطبيعي وهي تصيب
الذكور والاناث والصغار والكبار على حد سواء ويمكن ان تحصل بأي مكان
بالجسم مثل الإبطين والراحتين (باطن اليدين) وباطن القدمين والجبهة
وكذلك يمكن ان تكون عامة (كامل الجسم ) ومن المؤسف ان هذه الظاهرة
ً تسبب حرجا ً كبيرا لمن يشكو منها حيث يضطر الى تغيير ملابسه بشكل
ً متكرر ويزداد الوضع سوءا ً اذا كان فرط التعرق هذا مصحوبا بروائح
كريهة كما ان المصابين بفرط التعرق براحة اليد يصيبهم كثير من الإحراج
لدى مصافحة الآخرين مما قد يجعلهم يميلون للعزلة وتجنب المناسبات
الاجتماعية وفي الحالات الشديدة قد يؤدي الى فقدان الوظيفة . كما ان
فرط التعرق الابطي يسبب هالة ملحية بيضاء على ملابس المريض عند
منطقة الابط .

تصنف اسباب هذه المشكلة الى قسمين
رئيسيين
أولي (غير معروف السبب )
ثانوي (معروف السبب)
وقد يكون أياً منهما موضعياً أو عاماً الى ان
ًفرط التعرق الثانوي عادة ما يكون عاما
اهم اسبابه:
اضطرابات الغدد الصماء مثل داء السكري
وفرط نشاط الغدة الدرقية .
داء النقرس .
بلوغ المرأة سن اليأس
امراض مصحوبة بحمى.
اورام الغدد الليمفاوية وكذلك الدرن (يكثر
ً التعرق ليلا.)
بعض الادوية مثل أدوية الاكتئاب وغيرها
أسباب أخرى .
فرط التعرق الأولي
وعادة ما يكون موضعياً ويشمل مناطق
الإبطين والراحتين وباطن القدمين وتجدر
الاشارة الى أن التعرق الابطي يتأثر بالحالة
النفسية وبدرجة الحرارة. كما ان التعرق
باليدين والقدمين لايحصل أثناء النوم وعادة
لانحتاج اية فحوصات في حالات التعرق
الموضعي بينما ينبغي البحث عن سبب فرط
التعرق العام . فبناء على التاريخ المرضي
والفحص السريري قد يطلب الطبيب بعض
الفحوصات ذات العلاقة بالعلاج , في البداية
ينبغي علاج السبب في حالات التعرق الثانوي
وعدم الاكتفاء بعلاج التعرق فقط . وقد
يكون العلاج صعباً في بعض الحالات وعلى
كل حال يتم التدرج من العلاجات الموضعية
الى العلاجات عن طريق الفم الى الحقن
ثم الى الجراحة . كما اننا نبدأ بالعلاجات
المتوفرة والأقل ثمناً , لكن هذه القاعدة ليست
مضطردة دائماً فقد نتجه على سبيل المثال
لحقن البوتكس مباشرة إذا كانت الحالة
شديدة ومن اهم العلاجات التي تستخدم
لهذا المرض ما يلي :
مضادات العرق الموضعية :
ومن اشهرها وانفعها ملح كلوريد الألمونيوم
وهو يعمل على إغلاق مؤقت للمسام
الخارجية للغدد العرقية ويفيد في الحالات
الخفيفة والمتوسطة وينبغي وضعها طوال
الليل بعد غسل المنطقة المصابة وتجفيفها
جيداً ويتم غسلها في صباح اليوم التالي ,
يستخدم يومياً في البداية واذا تحسنت الحالة
يمكن التقليل من استخدامها .
مضادات العرق عن طريق الفم
وهي تعمل على تثبيط مادة الاستايلكولين
والتي تربط غدد العرق بالجهاز العصبي
وتكمن المشكلة هنا في الأعراض الجانبية
مثل تشوش الرؤية وجفاف الفم وحسر البول
والإمساك
INOTOPHORESIS
وهو عبارة عن حوض به ماء يمر به تيار
كهربي خفيف لمدة نصف ساعة يستخدم في
البداية عدة مرات في الأسبوع ثم يقلل عدد
المرات حسب الأستجابة وغالباً تستخدم هذه
الطريقة للراحتين والقدمين . نتائج هذه
الطريقة متوسطة كما انه لا يمكن استخدامها
في بعض المناطق كالوجه .ويمنع استخدام
هذه الطريقة اثناء الحمل كذلك لمن يحملون
جهاز منظم ضربات القلب .
حقن البوتكس
تعمل هذه المادة على تعطيل انتقال المؤشرات
العصبية الى الغدد الدرقية بالجلد ويبدأ
مفعولها خلال ايام من الحقن وتعطى على
شكل حقن في الطبقة الوسطى من الجلد
(الادمة ) وتكرر كل 4الى 6أشهر غالباً
تستخدم في الراحتين والقدم والإبطين
والجبهة والعلاج بهذه الطريقة فعال وامن
ونادراً ما يؤدي هذا العلاج الى ضعف بسيط
في بعض عضلات اليد والذي سرعان ما يزول
بدون تدخل طبي , المشكلة الأساسية في هذا
العلاج هي غلاء ثمنه كما يمنع استخدامه
اثناء الحمل والرضاع .
العلاج الجراحي
في الغالب لا نلجأ لهذا الخيار إلا اذا فشلت
الخيارات الأخرى
قطع العصب الودي بحيث يتم قطع
العصب الودي المغذي للغدد العرقية في
المنطقة المصابة كالإبطين أو الراحتين وهناك
طريقتان لعمل ذلك
الاولى الطريقة القديمة وذلك عن طريق
الشق الجراحي المفتوح
الثانية الطريقة الحديثة وتتم بواسطة
المنظار بحيث يعمل شق صغير في جانب
الصدر يدخل منه منظار جراحي حتى
يصل الى جانب العمود الفقري ومن ثم يتم
كي العصب الودي المراد . والطريقة الثانية
هي المفضلة حالياً وهذا العلاج ناجح ولكنه
لايخلو من المضاعفات والتي منها ما يتعلق
بالتخدير العام وكذلك زيادة العرق الانعكاسي
في مناطق سليمة سابقاً وعادة ما تكون في
الجزع (كالصدر او الظهر ) أيضاً قد تحصل
اصابة بالخطأ لأعصاب اخرى لها علاقة
بالعين والجفن . وفي حالات نادرة جداً قد
يتوقف القلب أثناء العملية
الاستئصال الجراحي لمنطقة زيادة التعرق
شفط الدهون من منطقة التعرق بحيث
يتم شفط الغدد العرقية معها وعادة ما
تستخدم هذه دور مساند في تخفيف حدة
الحالة خصوصاً في الحالات التي لها علاقة
بالضغط النفسي والقلق .
وفي الختام ينبغي التنبيه على ان لكل حالة
ما يناسبها فينصح بالرجوع الى الطبيب
المختص لأخذ المشورة لكل حالة على حدة
علماً بأن أبر البوتكس تعد من العلاجات
المفضلة لدى شريحة كبيرة من الأطباء
لفعاليتها وندرة أعراضها الجانبية
مع تمنياتي لجميع المرضى بالشفاء